الحصان والقطار

تجذب قوة الدفع والتوتر المشاهد إلى منظر الحصان الراكض مع قطار سريع على السكة الحديدية، وبرغم التصادم الأكيد للحصان إلا أن المشاهد لا يملك إبعاد عينيه عن المشهد. كان أليكس كولفيل أستاذًا في خلق مناظر تجذب المشاهد أحيانًا وتقلقه أحيانًا أخرى، ودائمًا ما يوجد في لوحاته أبعادًا أكثر مما يظهر. 

كانت الحصان والقطار مستوحاة من مقطع كتبه الشاعر الأفريقي روي كامبل: «أعارض الدماغ ضد الفوج وحصان مظلم ضد قطار مدرع» وككل أعمال كولفيل، كانت مخطط لها بدقة، ومُنفذة بعناية، حيث أضيفت الألوان طبقة وراء طبقة بحرص لتنتج لوحة مبهرة وسلسة. 

ميزان الموت والحياة، والخير والشر بالنسبة لكولفيل كان نابعًا من تجربته كفنان حرب أثناء الحرب العالمية الثانية، فقد كان في بداية العشرينات حين طُلب منه توثيق ما يراه في أوروبا من قبور جماعية في معسكر اعتقال بيرغن بيلسن عام 1945، وقد طاردته المشاهد التي رآها وأثرت على فنه بشكل كبير. وتأثر أيضًا بالفنانين الواقعيين الأمريكيين إدوارد هوبر وجورج توكر.
لم تحث أعمال كولفيل الناس على التحرك ولكنها أمدتهم بتعليق صامت على الأحداث المحيطة بهم في العالم، وشملت موضوعاته العائلة، والحيوانات، والمناظر الطبيعية بجانب منزله في نيو برونزويك ونوفاسكوتيا، كالسكك الحديدية التي تظهر في الحصان والقطار التي تمر عبر أولاك، نيو برونزويك. 

تعكس مسارات السكة الحديدة الساطعة ضوء القطار القادم موجهة أنظار المشاهد نحوه، مما يشعره بالخطر والعجلة، وبرغم إدراك الحركة في اللوحة إلا أنها مشهد ثابت، لحظة مجمدة في الوقت. تترك المشاهد في حيرة «كيف سيتنهي المشهد؟»

-مارتينا كيوجان