ما بعد ظهيرة ماطرة

من بين الفنانات المحتفى بهنّ اليوم لدورهنّ في تحويل الحداثة الأسترالية كانت هناك ثلاث شخصيات موهوبة انجذبت إلى لندن لدراسة الرسم بالطباعة على يد الفنان كلود فلايت في مدرسة غروسفينر المعروفة للفن الحديث. هؤلاء النساء كُنّ: دوريت بلاك، إيثل سباورز، وإيفيلين سيم.
إيثل سباورز، التي ولدت في ملبورن (1890-1946) أنتجت بلاكات طباعة خشبية ملونة، والتفتت لاحقاً إلى فن الطباعة اليابانية بالخشب قبل أن تدرس مع فلايت عام 1928  ومجدداً عام 1931. تمتعت بنجاح فني أثناء حياتها، إذ أن لوحاتها المطبوعة باللينوليوم ابتاعتها مؤسسات كالمتحف البريطاني، ومتحف فيكتوريا وآلبرت، والمعرض الوطني لفيكتوريا

المشهد المصوّر في ما بعد ظهيرة ماطرة نموذجي لمدرسة غروسفينر، حشد لندني بلا وجوه يحتمي بالمظلّات، يُعبّر عنه بالأنماط الإيقاعية المميزة التي غرسها فلايت في طلابه. لكن سباورز اختلفت في تأكيدها على الحركة العضوية، على العكس من تعبير فلايت المفضّل عن السرعة الميكانيكة والديناميكية. موضوعاتها  كانت باستمرار جازمة، وتظهر ألفة مع الفرح الذي كانت تحسه من مراقبة أنشطة الحياة اليومية كلعب الأطفال. من هذا الباب، وفر فنّها معاكساً مرحّباً به لمواضيع التهميش والذعر الحاضرة في العديد من الرسومات التي تصوّر الحياة الحضريّة في السنوات بين الحربين العالميتين.

التأثير الياباني يبدو بارزاً للعيان في بعد ظهيرة ماطرة . جلدات المطر الجريئة، بحر المظلات، والدرجات الغنية من اللونين الأحمر والأخضر كلها تذكر باليوكيوي (صور العالم الطافي) التي كانت تهدف إلى تصوير الحياة اليومية في اليابان في حقبة الإيدو، تماماً كالفن الديموقراطي في مدرسة غروسفينر

يمكنم رؤية بعد ظهيرة ماطرة معروضةً في معرض صور دولويتش في لندن حتى الثامن من سيبتمبر 2019 كجزء من معرض طليعة: فن الطباعة البريطاني الحديثوهو أول معرض مهم لمدرسة غروسفينر
ملحوظة: هنا تجدون تصويراً جميلاً آخر للمطر والمظلّات