راقصة صغيرة بعمر الرابعة عشرة

نقدم لكم منحوتة اليوم الأسطورية بفضل متحف شتيدل، وهو المكان الذي كان يفترض بنا الان زيارته من أجل أول معرض رئيسي على الإطلاق يستعرض سؤال "كيف وجدت خصائص الرسم الانطباعي، مثل الضوء والألوان وحتى الزوائل أو العوابر، طريقها إلى النحت. وبما أن الجائحة لم تنتهِ بعد، نحن سعداء بتقديم هذه التحفة لكم.

قدَّم الناقد الفني جولز كلاريتي مصطلح "النحت الانطباعي" لأول مرة ردًا على هذا العمل حين عُرِضَ في معرض الانطباعية السادس عام 1881م. بتصويره لتلميذة باليه شابة، اختار ديغا موضوعًا مرتبط بالجانب المظلم من العمل الترفيهي في باريس؛ فحينها، كان يربط العامة تصوير راقصات الباليه الشابات بالبغاء. شدَّد الفنان على حداثة الفكرة باستعانته بمواد نستعملها يوميًا وغير اعتيادية في الفن آنذاك. صنع الشخصية أولاً من الشمع وهو أمر كان يعتبر حديثًا وغير مألوف قبل أن يصبح بعدها بديل للرخام والبرونز. وبالتالي يعتبر هذه العمل مثالٌ حديث على النهج النحتي كان الهدف منه أن يتفاعل مع ظروف مجتمعٍ يتغيَّرُ جوهريًا باستخدام نوع جديد من المواد.

وبعد وفاته عام 1917م، حوَّل ورثته الشخصيات الشمعية العديدة التي وُجِدت في مرمسه إلى مواد دائمة بصبِّها في البرونز وصنع نسخ محدودة منها. تحمل هذه المنحوتات صلة مباشرة بالأفكار التي كان يفضلها ديغا خلال مسيرته الفنية، كالراقصات ومشاهد السباحين والأحصنة والفرسان. فقد كانت بالنسبة له جزءٌ من معالجات عمليَّة عابرةٍ للوسائط. جرَّب عدة تعابير وحركات عبر دراسات ثناية وثلاثية الأبعاد على حد سواء واستفاد من التنقل بينها.

ملاحظة: شاهد هنا أجمل راقصات الباليه في لوحات ديغا 3>