فتاتين في هيئة القديستين آغنس ودوروثيَّا

هذه اللوحة من نوع بورتريه الأطفال المليئة بالرمزية. فتاتان تقفان كالقديستين آغنس ودورثيَّا وكلتاهما قتلهما الوثنيين بحد السيف. كانت آغنس في الثالثة عشرة حين تحوَّلت إلى المسيحية في روما ورفضت الزواج. كانت "مخطوبة" للمسيح -نذرت حياتها له-. تصوِّرها اللوحة وهي تمسِّد على عِجل؛ فوفقًا لأسطورتها، فقد شوهدت مع أحد العجلان بعد موتها. وعلى يمينها، نرى دورثيَّا تأخذ وردة من السلة. وهي الأخرى كانت قد رفضت من تقدم لها بالزواج، والذي كان حاكم مدينة روما. في أثناء طريقها للإعدام، صاح رجلٌ أنه سيتحوَّل للمسيحية إن تلقى وردة وفاكهة من عريس دوروثي الإلهي. وفي اليوم التالي، أحضر له فتى سلة من الورود والفاكهة رغم أن الوقت كان شتاءًا. معجزة!

يسمَّى رسم نفسك أو أحد أطفالك كشخصيَّة تاريخية أو مجازية بـ "البورتريه التاريخي" أو "portrait historié" وهو مصلح فرنسي. وكان الموضوع الرئيس يُرسم عادة من الإنجيل أو القصص التقليدية. كما كان موضوع القديسين الذين لم يرد ذكرهم في الكتاب المقدس كهاتين الشهيدتين أمرٌ ناجح آنذاك. حيث كنَّ شخصيات لائقات يمكن للفتيات تجسيدهن، وكان يأمل العديد من الأباء في القرن السابع عشر أن تحذو بناتهم حذوهن.

لقد كان من شبه المستحيل أن تنجح امرأة كفنانة في القرن السابع عشر. حيث كنَّ نادرات للغاية. أثبتت ميخالينا واوتيِر أنها الاستثناء. كانت موضع تقدير أثناء حياتها، حتى أن اسمها ظهر في قوائم المجموعة الفنية لأرشيدوق هابزبورغ ليوبولد فيلهلم. وكان ذلك عن جدارة لأنها كانت موهبة استثنائية. فلم تكن أقل موهبة من معاصيرها الفنانين أمثال روبنس. ومع ذلك، فقد نُسِيَت أعمالها فيما بعد. تعرفنا اليوم على 30 من لوحاتها التي تشهد على أسلوبها الفائق.

ظلَّت هذه اللوحة مجهولة لعدة سنوات. ولم تنسب لواوتيِر إلا عام 2000. لكن من كانت هذه الفنانة الغامضة؟ فالبكاد نجد توثيقًا لحياتها. لحسن الحظ فإننا نعرف أعمالها المتنوعة والفريدة. أسلوبها شاعري، تارة نجده أسلوب واثق وتارة نجده أكثر دقة، إلا أنه دائمًا ما يكون تعاطفي. لوحات بورتريه، ولوحات تاريخية، ومواضيع دينية، ومشاهد أسطورية، وزهور: أتقنت ميخالينا واوتيِر العديد من الأنواع الفنية المعاصرة على مستوى اللوحات الكبيرة والصغيرة.

نقدم لكم لوحة اليوم بفضل المتحف الملكي للفنون الجميلة في أنتويرب :)

ملاحظة: اقرأوا هنا عن فنانة أخرى من القرن السابع عشر، جيوفانا غارزوني، إنني أعشق لوحاتها الجميلة! 3>