سلة فاكهة

نقدم لكم اللوحة الكلاسيكية الخالصة بفضل معرض أمبروزيانا في ميلان.

هذه على الأرجح أشهر لوحة في مجموعة الكاردينال فيديريكو وشكَّلت النواة الأصلية لمعرض أمبروزيانا. تعتبر اللوحة نموذج أولي لهذا النوع الفني الذي عُرِف لاحقًا باسم الطبيعة الصامتة. تصور سلة خشبية محمَّلة بفاكهة وأوراق مرسومة بواقعية كبيرة ومراعاة للتفاصيل، وهو ما يشكِّل تباينًا حادًا مع أساس اللوحة المحايد والتجريدي والخط اللوني الذي تقع عليه وتبرز منه السلة. رسم كارافاجيو هذا العمل في روما معيدًا استخدام اللوحة القماشية التي لا تزال تحتفظ ببعض بقايا عمل دراسي سابق ‘كروتسك‘ أو يحتمل أنه توقيع، كان ذلك في فترة يقدرها مؤرخي الفن أنها تقع بين آواخر سنوات فترة ‘سينكويتشينو‘ (أي بعد عام 1597) ومطلع القرن السابع عشر.

اقتناها فيديريكو بورُّوميو أثناء اقامته في روما، على الأرجح بفضل دواوين الكاردينال فرانشيسكو ماريا ديل مونتي أو الكاردينال بينيديتو غيستينياني، إذ كان كلاهما راعيان للرسام العظيم لومبارد. يذكر مؤسس معرض أمبروزيانا هذه اللوحة الاستثنائية كثيرًا في كتاباته، ويقارنها صراحة بأعمال الرسامين الفلمنكيين (تحديدًا يان بروخل)، من جانب موضوعها الذي يصور الطبيعة ومن جانب مراعاتها الشديدة للتفاصيل. كتب أنه بحث بلا جدوى عن عمل يمكن مقارنته بهذه اللوحة، فيقول "لا يزال عمل لا يضاهى بسبب تميزه وجماله المتفرِّد"، جملة تبيّن بوضوح فردانية هذه التحفة الفنية الأصلية. لقد فُسِّرت بعدة طرق مختلفة، بعضها تقول أن لها معنى ديني. الواقعية الشديدة التي وُضعت فيها الفاكهة الغضَّة إلى جانب تلك التي أكلها الدود والأوراق التي تذبل وتذوي تدريجيًا تعطي شكلًا محسوسًا لمرور الوقت الحتمي.

هذه التحفة بطلة أحد أسابيع تقويمنا المكتبي. زوروها من هنا.

ملاحظة: هل تعلمون كيف مات كارافاجيو؟ ليس الجواب سهلاً! اعرفوه من هنا!