عجوز وصبي مع شمعتين

كان روبنس رائد الرسامين الفلمنكيين في القرن السابع عشر. عمل في إيطاليا لعدة سنوات حيث أصبح مطلعًا على أعمال كارافاجيو. كان كارافاجيو قد قدم أسلوبًا جديدًا في الرسم، وكان أسلوبًا مدهشًا بسبب استخدامه للـ‘الجلاء والقتمة-chiaroscuro‘، وهو تباين شديد بين الضوء والظلال. تُبيِّن اللوحة إتقان روبنس لأسلوب كارافاجيو بنجاح. إنها لوحة مثالية لإظهار أنه لم يكن مجرد رسام مشاهد ميثولوجية خلابة مليئة بالتعري فحسب، بل كان أيضًا مذهلاً في تصوير مشاهد حميمية. أنظروا إلى هذه العجوز! واقعية مدهشة.

لم يرسم روبنس هذه اللوحة ليبيعها، بل ليحتفظ بها. على الأرجح استعان بها كمادة دراسية لتلاميذه في مرسمه ليريهم كيف كان كارافاجيو يرسم. بالتأكيد لم يكن يهدف لبيعها، فبدلاً من استخدام لوح خشبي جديد، استعان بواحدٍ قديم. وما كان ليفعل هذا لو أنه كُلِّف برسمها أو أراد بيعها. هذا أمر يفعله المرء إن أراد ذلك لنفسه.

كان روبنس يملك نسخة مطبوعة من اللوحة منقوش في أسفلها نصٌ من كتاب ‘فنُّ الحب‘ لأوفيد. يصف أوفيد في هذا النص المقتبس عجوزٌ تتذكر ليلاً فرص حبها التي ضاعت. وهو نصٌ يحضُّ على اغتنام الفرص حينما تكون شابًا وجميلاً. وهو ما يضفي بُعدًا جديدًا للوحة؛ إذ نرى امرأة عجوز غارقة في التفكير لأن فرصها في الحب راحت وولَّت. فبات الدور الان على الصبي ليبحث عن الحب.

نقدم لوحة اليوم بفضل متحفنا المفضل ماورتشهاوس في لاهاي 3>

ملاحظة: لا تسنوا زيارة تقويماتنا الورقية لسنة 2021 - الان خصم 40% على السعر الأساسي :)

ملاحظة: حريصون على التعلم؟ إليكم عشرة أمور عليكم معرفتها عن بيتر بول روبنس!