بورتريه ذاتية كمجازٍ للرسم

في مثل هذا اليوم من عام 1593، وُلِدَت أرتيميسيا جِنتيلسكي، احدى أفضل رسامي الباروكية الايطالية.

كان أورازيو، والد جنتيلسكي، فنانًا معروفًا، وقد تدربت أرتيميسيا في ورشته لبضع سنين قبل أن تبدأ بتشكيل أعمالها بنفسها. في العقد الثاني من القرن السابع عشر، تعرضت أرتيميسيا للإغتصاب من أحد أعضاء الورشة الأكبر سنًا، وهو أغوستينو تاسي. هذا الأمر أثّر في باقي حياتها وانعكس في فنها، وهو الفن الذي عادة ما يعرِض مواضيع متعلقة بثيمة "قوة النساء"، مثل «يهوديت تذبح هولوفيرنس» و«سالومي مع رأس القديس يوحنا المعمدان». كانت أرتيميسيا امرأة مستقلة وفنانة غزيرة الانتاج.

هنا تقدم نفسها كمجازٍ للرسم. كان العمل متأثِّرًا بأعمال تشيزاري ريبّا، لا سيما لوحته «أيكونولوجيا»، والتي يشير فيها إلى كيف يجب تصوير الفضائل والمفاهيم التجريدية، مع صفات ومظاهر بشرية. قال ريبّا أن "الرسم" يجب أن يظهر كـ: "امرأة جميلة، بشعرٍ أسود قاتم وأشعث وملتوٍ في عدة اتجاهات، وبحاجبين مقوسَّين يُظهران التفكير الابداعي، والفم مغطَّى بقماشٍ مربوطٍ خلف أذنيها، مع سلسلة ذهب على رقبتها ويتعلَّق بها قناع، وقد كُتب في مقدمته "محاكاة". وتحمل في يدها فرشاةً، وفي اليد الأخرى لوح ألوان، وترتدي ملابس ذات طيَّات زائلة". وباستثناء القماش المربوط حول الفم، تتبع جنتيلسكي هذا الوصف بدقةٍ كبيرة. كما تعتبر اللوحة تصريحٌ جريء، إذ أنها تُظهر ثيمة أنثوية نادرة في وقت يندر فيه شغل النساء للوظائف، ناهيكم عن كونها -يعني الوظائف- أمرٌ معلوم لديهن.

من المرجح أن هذه البورتريه الذاتية قُدِّمت أثناء اقامة جنتيلسكي في انجلترا بين عامي 1638 و1639.

إن أرتيميسيا احدى الرسامات في دفتر الفنانات، تفقدوه من هنا!

ملاحظة: تقرأون هنا عن واحدة من أشهر لوحات أرتيميسيا جنتيلسكي، اللوحة التي يُعتقد أنها متأثرةٌ بصدمتها الشخصية: يهوديت تذبح هولوفيرنس.