Charles Piazzi Smyth
اللوحة التي نقدمها اليوم فريدة. إنها منظر ليلي وشهادة عيان لمذنب عام 1843 العظيم، رسمها عالم الفلك تشارلز بياتزي سميث.
حدث أول رصد في مساء الخامس من فبراير (أجل في هذا اليوم من التاريخ!) لعام 1843، وسجّل سميث ظهوره في المرصد الملكي في كيب تاون بجنوب أفريقيا بين الثالث والسادس من مارس. حين بلغ أشد لمعانه لم يكن مرئيًا إلا من دوائر العرض الجنوبية. وعلى الأرجح أن المنظر في اللوحة قد التقط من المرصد. ويبيّن خليج وجبل الطاولة وهما ظاهران في الخلفية إلى اليسار. ترسو سفينة شراعية كبيرة في المقدمة إلى اليمين، إضافة لسفن أخرى على بعد مسافة. ولأن الهدف الرئيس من اللوحة هو إظهار المذنب؛ فالسماء تسيّطر على الصورة. شكَّل المذنب قرصًا ووصف سميث نواته بأنها "قرصٌ كوكبيٌ انبثقت منه إشعاعات تجاه ذيله". لاحظ أنه يظهر للعين المجردة وكأن له ذيلين يسيران من الرأس في خطَّيْن مستقيمين تمامًا. يحمل المذنب رقمًا قياسيًا لمداه الفعلي وقد كانت رؤيته ملحوظة بسبب شدة الضوء (يبدو أنه يتفوق في لمعانه على أي مذنب شوهد في القرون السبعة الماضية) وبسبب طول ذيله.
تبيِّن اللوحة التأثير الدرامي للظاهرة؛ إذ يتمِّم التأثيرُ لمعانَ النجوم واحمرارَ غروب الشمس.
يمكن رؤية شخصية في المقدمة تقف على حافة منصة المراقبة تنظر إلى المذنب بينما تلتمع سلسلة الجبال في الأفق بالأحمر. كما يُبرز حجم الإنسان مقارنة بالجبل عظمة الواقعة.
كان سميث عالم فلك وعالم تقسيم الأرض (جيوديسي) وعالم مطيافي وعالم أرصاد جوية وعالم أهرامات، ومصور، ورحالة، وكاتب. أدرك أن المدن لم تكن المكان الملائم للأرصاد الفلكية وناضل لإقامة المراصد على الجبال. جهَّز عام 1856 بعثة استكشافية لجزر الكناري، كما سافر إلى روسيا وفرنسا وماديرا وصقلية ومصر. وبصفته عالم فلك بريطاني كبير، كان عالم الفلك الملكي لأسكتلندا لاثنين وأربعين عامًا.
يوم أحد سعيد جميعًا!
مستخدمو ديلي آرت الأعزاء، نرجو الأخذ في الاعتبار التبرع لتطوير تطبيقات ديلي آرت الجديدة. فدونها لن نعود قادرين على العمل طويلاً، إذ إن التطبيقات التي تستخدمونها الآن ببساطة قديمة جدًا. :( اعرفوا كيف تستطيعون المساعدة!
ملاحظة: هل كنتم تعلمون أن الفنانين وثَّقوا مذنبات وكواكب ونجومًا منذ العصور الوسطى؟ O: