حاشية في حديقة ورد: سيدة وسيدان

ينتمي هذا العمل لسلسلة من النجود المصممةٌ لتغطية جدران غرفة كاملة. كانت هذه المجموعات يُشار لها في مخزونات القرون الوسطى بالحُجُرات (chambres). ومن المتحمل أن هذه المجموعة صُنعت للملك الفرنسي كارل السابع، والذي كانت ألوانه الأبيض والأحمر والأخضر، وكانت شجرة الورد أحد شعاراته. بالطبع وجود تواصل ملكي أمر محتمل، إذ إن النجود فاخرة، إضافة لأن الوصلات المعدنية لا توجد في الملابس والمجوهرات التي يرتديها الحاشية والسيدات ذوي الأناقة فحسب، وإنما كذلك في أوراق الخلفية والبراعم والورود المتفتحة. ومن خلال عملهم فوق تصميمات ملونة ذات حجم طبيعي، حاك النسَّاجين نجود كهذه عبر ضغط الخيوط المتقاطعة (اللحمة) بإحكام في أماكنها –وكل خيط مختلف اللون بصورة منفصلة– حتى تختفي كل الخيوط الطولية (السدأة) غير المصبوغة. حتى بوجود عدة نساجين يعملون جنبًا إلى جنب (وهي الطريقة المعتادة) ومع العمل على مجموعة واحدة من النجود في ذات الوقت من خلال مناسج (looms) منفصلة، فإن انتاجها يستغرق بضع سنوات. وبتعليقها على جدران قلعةٍ أو قصر، فإن النجود لم يكن غرضها مجرد العزل ومنع الرطوبة من دخول الغرفة، وإنما كذلك تشكِّل تصريحًا واضحًا ومتحركًا على ثروة وذوق صاحبها.