أُحبُ فن ليون سبيليرت لبساطة شكلهِ وتعبيرهُ المؤلم والغامض عن شخصياته ومناظره الطبيعية. كان سبيليرت مُصمماً ورساماً توضيحياً ومُصمماً للطبعات الحجرية ورساماً بلجيكياً. ساهم في بداية مسيرته الفنية في تطوير الرمزية في الفنون البصرية في بلجيكا.
مفتوناً بجمال بحر الشمال وعناصره الطبيعية، وجد سبيليرت التجديد في نُزهاته الطويلة المُنعزلة على طول السد والشواطئ المهجورة ليلاً ونهاراً. خلال هذه النُزهات أطلق العنان لخياله مُتأثراً بالبيئة المُحيطة.
اعتمد سبيليرت لوحة ألوان هادئة لإبراز أشكاله النقية في تصويره عام 1907 للأبراج والسدود والشواطئ. استخدم في المقام الأول ألواناً هندية مغسولةً بالحبر مُعززاً إياها بلمساتٍ رقيقة من الأقلام الخضراء والحمراء والزرقاء. سمحت له تقنيته الدقيقة في التدرُج اللوني ببناء تدرُجاتٍ لونية من الرمادي الفاتح إلى الأسود الداكن تتوج بظلام مُخملي مُشبع. في بعض المناطق، تخلق كثافة الحبر عُمقاً لامعاً منيعاً حيث يبدو الضوء وكأنه يختفي.
يُمثل عمل اليوم مثالاً رائعاً على هذ النهج الذي ينبثق من الخطوط الحادة لأشكال هندسية أساسية. يُحدٌد السد في المُقدمة والشاطئ البعيد والسماء المُحملة بالعواصف من خلال تبايناتٍ درامية بين الضوء والظل. يبدو المشهد أشبه لنيجاتيف الصور الفوتوغرافية: السد الذي يُفترض أن يعكس الضوء، يُقدم ككُتلةٍ داكنة، بينما يبدو الشاطئ الذي يبدو عادةً لامعاً بالرمال خافتاً وبارداً. حتى سطح البحر يتوهج توهجاً خافتاً كما لو كان مُتشبثاً بأخر خيوط ضوء النهار. في هذه البيئة القاحلة، ينقل سبيليرت تجربةً إنسانيةً عالمية: العُزلة والشوق والتفاعُل الرقيق بين الوحدة والتواصل.
مُلاحظة: هل أعجبتك لوحة اليوم؟ إن كان الأمر كذلك استكشف فن ليون سبيليرت الرائع! إنه فريد من نوعه!
مُلاحظة أُخرى: نُذكرك بالتسجيل في دورتنا المجانية عبر الإنترنت حول كيفية النظر إلى الفن. استمتع! :)