فتاةٌ وقطة

كانت جوين جون رسامةً ويلزية عُرِفت بلوحاتها الرقيقة والتأملية، التي غالبًا ما صورت نساءً مجهولاتٍ في مشاهد يغمرها الصمت، مستخدمة ألوانًا خافتةً وإحساسًا بالغًا بوقوع الضوء والمزاج. وعلى الرغم من أن شهرتها ظلّت خلف شقيقها المتباهي أوغسطس جون، ومرشدها وعشيقها أوغست رودان، فإن فن غوين جون ما لبث أن سطع في ما بعد، مؤثرًا في أجيال لاحقة، لا سيما في استكشافه لطبقات النفس الخفية، وتجليه في كتمانٍ رفيعٍ وحسٍ مرهف. 

اتسمت أعمالها غالبًا بصغر حجمها، وبموضوعات ذات طابع شخصي حميم، يغلب عليها التأمل والسكون. كانت ترسم بتأنٍ شديد، وتعيد صياغة التكوين الواحد مرارًا. ترسم نساءً ساكنات من دونِ حركة، جالساتٍ وأيديهنّ في أحضانهن وأبصارهُنّ مطأطئة، ومع ذلك، فإن سر قوتها العاطفية يكمن تحديدًا في هذا الكتمان. 

امتازت لوحات غوين جون باستخدامها طيفًا محدودًا من الألوان الترابية الناعمة، تضعها على سطح اللوحة بطبقات متداخلة، تمنح العمل ملمسًا مخمليًا محسوسًا. وعلى الرغم برتباطها بأبرز رموز عصرها، بمن فيهم ماتيس وبيكاسو وريلكه، إلا أنها ظلت بعيدةً كل البعد عن تيارات الحداثة الصاخبة، تعمل بصمت وعزلة.

وبهذه اللوحة البديعة، نختتم احتفالاتنا بشهر الفخر. :)

ملاحظة: الابنة الويلزية التي شدت الرحال إلى فرنسا.. سيرو مع غوين في دروب باريس ما بعد الانطباعية.

ملاحظة إضافية: يمكنك أن تجد تحفة أخرى من أعمال هذه الفنانة ضمن مجموعة "50 بطاقة بريدية لفنانات". تصفحها الآن في متجر DailyArt الجديد!