منظر طبيعي فيه فيلمون وبوتشيس

مرحبا، مرحبا! وقت مناسب للوحة من لوحات الفنان روبنس، والتي نعرضها بفضل متحف تاريخ الفنون في فيينا. متّعوا ناظريكم (: 

كانت الخطة لهذه اللوحة مشهدًا لطقس عاصف، لكنْ على الطريق للوجهة قرر روبنس أن يُضيف طاقمًا من بشر وكيانات إلهية. يتماشى هذا الأمر مع التقاليد الفلمنكية التي تُغني اللوحة بالقصص المسيحية والأساطير، على عكس التقاليد الهولندية. بادئ الأمر يمكننا أن نُبصِرَ طريق غابة يبزغ من منتصف اللوحة ويمتد حتى أقصى اليمين، ونجد نحو آخرِه أربعة أشخاص: شخصان طاعنان في السن (بوتشيس وفيلمون) على عكازين نجيا من العاصفة بشق الأنفس، ويرافقهما الإلهين زيوس وهرمس الذين أنقذاهما من العاصفة التي لا تزال قائمة تعصف في منتصف اللوحة. في وقت سابق للفيضان والعاصفة، كان الزوجان (بوتشيس وفيلمون) الوحيدان اللذان استضافا وقدما المسكن والمأكل للإلهين الذين كانا يجوبان البلاد متنكران بزي رحّالة. أمّا عن باقي الناس فقد حلَّ عقابهم على قسوة قلوبهم وكان أسرع من أن يُرى - قام الإلهان جوبيتر وميركوري (المشترى وعطارد) بإرشاد الزوجان الطريق الى هضبة آمنة في الوقت المناسب (من كتاب أوفيد التحولات 620:8–720). 

في المقدمة، صُوِّرت آثار الكارثة الطبيعية بشكل بليغ!: نرى ثور لا حول له ولا قوة عالق بين أشجار تكسرت واستقرّت فوق الفيضان الجارف، يسارًا، قُرب قوس المطر، نرى جثتين لأم وابنها جرفهما التيار إلى يابسة، وإذا نظرنا أعلاهما نجد رجلًا محظوظًا نجا من الفيضان بتعلقه بجذع شجرة. غالب الظن أن روبنس قد رسم اللوحة بنفسه دون إعانة من مساعديه. وكحال غالب لوحات المناظر الطبيعية خاصته، لم تكن لوحة مدفوعة الأجر. تصوير العقاب الذي حل بباقي السكان أمر نادر، و معظم اللوحات منذ القرن السادس عشر تصور من الأسطورة الجزء من الذي يُظهر بوتشيس وفيلمون يستضيفا الإلهين.