كل شيءٍ باطل

رسم تشارلز آلان جيلبرت هذا الوهم البصري في عام 1892 عندما كان يبلغ من العمر 18 عامًا. عندما باع هذا الرسم لمجلة Life Magazine، أعيد إنتاجها كنسخة مطبوعة ومن ثم اشتهر على أثرها. يمثل هذا الرسم وهماً بصرياً ملتبس المعنى حيث يمكن ملاحظة أكثر من كائن واحد. بالتركيز على التفاصيل، نرى امرأة وانعكاسها في مرآة طاولة الزينة الخاصة بها ولكن بالنظر إلى الصورة العامة، سنميز جمجمة بشرية. تأتي عبارة " كل شيء باطل" من سفر الجامعة في الكتاب المقدس المسيحي. وكلمة باطل هنا ترجمة لكلمة vanity التي تأتي بمعنى غرور الإنسان وكبريائه وبنفس الوقت بمعنى طاولة الزينة للسيدات. من الناحية الرمزية، تم تمثيل الغرور منذ فترة طويلة في الفن كامرأة منشغلة بجمالها وتكبّرها كما تمثل الجمجمة البشرية زوال الحياة. يُشار إلى ذلك أيضًا بعبارة memento mori (في اللاتينية بمعنى "تذكر أنك ستموت") فهو إذن عمل يذكر الناس بفنائهم. إذا نظرنا إلى قطعة صغيرة مجتزأة من اللوحة، فستبدو الجمجمة غير مرئية؛ سنرى فقط تفاصيل امرأة جالسة على طاولتها. ولكن بمجرد أن نوسع رؤيتنا وندرك أن هناك جمجمة، حتى بلا أن ننظر إلى الصورة بأكملها، فإنه لا يسعنا إلا الاستمرار في رؤيتها.