البستانية الجميلة

إنه يوم الأحد الثالث مع )مركز بول كلِي) هذا الشهر :) نسمع من رسائلكم على البريد الإلكتروني وإشاراتكم إلينا على تويتر أنكم أحببتم ميزة هذا الشهر - نحن سعداء بحق :)

تمثل صورة  البستانيّة الجميلة - المعروفة أيضًا باسم الشبح البرجوازي - مسرحًا لتسلية سريالية. الشكل التخطيطي المكون من خطوط حمراء وزرقاء ، الذي عنونها بول كلِي بشكل ساخر : البستانية الجميلة ترتدي هيكل فستان و تحمل في يدها اليسرى مجموعة من الزهور. يظهر الشبح البرجوازي كطيف سحري مشع متجنبًا كل محاولة للتأويل. والخطوط التي تعطي الشبح شكله ، تبدو مثل أنابيب من أضواء الفلوريسنت الحمراء والزرقاء ، التي يسطع ضوؤها الملون على الأرضية البنية. تم بناء الخلفية البنية اللون بالكامل برسومات مفعمة بالحياة، من بينها رسومات مزخرفة أو ما تسمى (رسومات الاستنسل).

حقق كلِي مع تباين الخطوط السميكة الفاقعة الألوان و الخلفية ذات الألوان الزاهية في  البستانيّة الجميلة؛ تأثيرًا مكانيًا واضحًا مع اللون. تتألق الألوان بشكل مشع فوق مادة الجوت (التي يصنع منها الخيش) المفروشة على الأرضية البيضاء غير المنتظمة. طور كلي هذه الشخصية على أساس رسمه الرصاصي للزهور، وقد رسم امرأة الزهور هذه ببضع ضربات من فرشاته مما حولها إلى بستانية غريبة الأطوار. كانت البساطة التي استخدم فيها وسائل النحت في أعماله الأخيرة تعبيرًا عن أعظم تركيز إبداعي. تظهر البستانية الجميلة كشبح من أشباح البرجوازييين. ربما يحتوي العنوان على إشارة جانبية إلى تقدير الفن من قبل الاشتراكيين الوطنيين، الذين ولأسباب أيديولوجية جعلوا المفهوم الفني للقرن التاسع عشر مثاليًا مقارنةً بالفن الحديث الذي اعتبروه منحطًا.