خلال الثلاثين سنة الأخيرة من حياته، رسم كلود مونيه حديقته المائية في جيفرني التي تبعد حوالي 64 كيلو مترًا عن باريس، كانت موضوعه الفني الرئيس وانعزاله الأخير عن العالم إلى مملكة من التأمل والسكون وأحلام اليقظة والسلام. بألوان متسقةٍ بدقة وبضربات فرشاة خطيَّة وجريئة تؤسس سلسلة متشابكة من الحركة المتموجة على سطح اللوحة. الجانب البصري من اللوحة مربك لأن مونيه قلب العالم رأسًا على عقب بوضعه للأرض والعشب في الأعلى بدلاً من الأسفل. جعل من الفوارق بين الماء والأرض والزنابق والانعكاسات ضبابية، جاعلاً من الطبيعة تبدو وكأنها بلا واقعية، عائمة ومعقلة بلا جاذبيةٍ أو عمق، في حركةٍ لامعةٍ مستمرة—تطور طبيعي من أسلوبه الانطباعي في تصويره للضوء المتسرّب. وكما أوضح مونيه لأحد النقاد عام 1906، فإن لوحته للحديقة المائية "تستحضر في داخلك فكرة اللا متناهي؛ تدرك، كما تدرك في العالم الصغير... تقلُّب الكون الذي يغيّر من نفسه في كل لحظة أمام ناظريك."
خلال صيف 1914، أدرك مونيه حلمه أخيرًا في جعل حديقته موضوعٌ لمشروع زخرفيّ كبير، مشروع استنفد الاثني عشر عامًا الأخيرة في حياته. عمل على فكرته الكبيرة في لوحات ضخمة لينقل تأثيرات حالات الضوء المختلفة على البحيرة في أوقات مختلفة من النهار. اللوحات التي رسمها مونيه كهدية للأمة الفرنسية، موجودة الأن في غرفتين بيضاويتين في متحف أورانجيريه بحدائق التويلري في باريس. السمات التركيبية والحجم غير المعتاد للوحة توليدو توحي بأنها أنشئت كلوحة جديدة للجانب الأيمن من العمل الثلاثي المعنون بـ"صباح"، لكن الفنان رفضها. تُرِكت اللوحة غير مكتملة في مرسم مونيه عند وفاته.