نهر ايزول (كمبرليه)

في أغسطس 1901, استقر بيريت في كمبرليه, وهي بلدة في بريتاني الفرنسية تقع في وادي بالقرب من الساحل. من جسر صغير, يُعرف باسم بونت ساليه, رسم هذا المنظر الطبيعي لنهر إيزول أفي مروره عبر المدينة, وهذا المكان لم يتغير كثيراً منذ ذلك الحين. وقد كان لبيريت, الذي كان يرسم في الهواء الطلق, اهتمام خاص بالضوء, وفي هذا المنظر الطبيعي تمكن من التقاط يوم مشرق تضرب فيه الشمس جدار منزل في الجزء الخلفي من تركيب اللوحة, وهو أحد الأماكن التي تتسم بأكبر قدر من الوضوح في الصورة. وقد حقق تناقضات جميلة بين مناطق الضوء والظل باستخدام تقنية مباشرة بالفرشاة, والحد من الحشو, عن طريق تطبيق لمسات بسيطة على النقاط الخفيفة. ويأسر بيريت سحر المكان بأسلوب انتقالي بين طريقته الرصينة والأنيقة والمتوازنة, وبين انطباعات ناشئة لم تكن مهتمة بمبدأ, بل متبنية في أعمال سنواته اللاحقة.

ولد بيريت في مدريد لعائلة ثرية, و كان رجل ذو ثقافة واسعة. بعد دراسته للقانون و بعد أن أصبح نائباً, سمح له دخله الوافر بتكريس نفسه بالكامل للرسم. كان لديه مدرّس، كارلوس دي هايس، الذي حثه على الرسم في الهواء الطلق. قد دفع حماس بيريت للفن وحبه للسفر إلى القيام برحلات مستمرة في جميع أنحاء إسبانيا وأوروبا طوال حياته. وقد تم الاعتراف بأعماله بالجوائز الوطنية والدولية, كما أنه كان أيضاً مجمّع مبدع للتحف و كان ناقداً وكاتباً دقيقاً.

خلال السنوات الأخيرة من حياته, كتب بيريت عدة أطروحات موجزة عن الرسم والرسامين, بما في ذلك أحد الدراسات الأولى عن دييغو فيلاسكيز، التي نشرت في باريس في عام 1898. في الواقع, قد عدد معظم الفنانين الإسبان العظماء في ذلك اليوم بين أصدقائه. بعد وفاته عام 1912 في مدريد، نظم خواكين سورويا أول عمل استعادي لأعمال بيريت، الذي أقيم في قصر سورولا.

-كلينتون بيتمان

هنا ستجد 8 أشياء يجب أن يعرفها الجميع عن خواكين سورويا.