البشارة

يُعتقد أن لوحة البشارة بريشة يان فان آيك (لا تخلط بينه وبين فان ديك!) هي اللوحة اليسرى من عمل ثلاثي؛ إلا أنه لا أثر للوحتين الأخريتين منذ عام 1817م. هذا العمل معقدٌ للغاية، حيث لا تزال رمزيّته الأيقونيَّة محل نقاش بين مؤرخي الفن.

تُصوِّر اللوحة البشارة التي حملها الملاك جبريل إلى مريم العذراء ليخبرها أنها ستحمل بالمسيح كما في إنجيل لوقا (الإصحاح 1: 26-38). يُظهر النقش كلمات جبريل: "سلامٌ لكِ أيتها المُنْعَمُ عليها..." فتتراجع بتواضع لتجيبه: "ها أنا أمَةُ الرَّبِ". تظهر الكلمات بالمقلوب لأنها موجهة للرب ولهذا نُقشت لتتماشى مع رؤيته. تتنزل عليها مواهب الروح القدس السبع في سبعة خطوط ضوئية من النافذة العليا إلى اليسار، والحمامة ترمز للروح القدس وهو يتبع ذات الطريق؛ "هذه هي اللحظة التي تبدأ فيها خطة الرب للخلاص. فمن خلال تجسُّد المسيح في هيئة إنسان يتحول عهد الشريعة القديم إلى عهدِ بركةٍ جديد".

يُعْتَقَد أن مريم صُوِّرت بهيئةِ إيزابيلا البرتغالية، زوجة فيليب الطيِّب دوق بورغندي والذي يُعتقد أنه هو من كلَّف فان آيك بالعمل. ترتدي مريم فستان أزرق مصنوع من فرو حيوان القاقم، يُرْتَدى في المناسبات الملكيَّة، الأمر الذي يتوافق مع هذا الإعتقاد بالرغم من أن لوحات العصور الوسطى قد أكدت على أن مريم تنحدر من أصلٍ ملكي. وكما هو معتاد وتحديدًا في الشمال، فإن مريم صُوِّرت بملامح أقل جاذبية من ملامح جبريل؛ فلكونه لا يعتبر أنثى أو ذكر فلم يكن ثمة إمكانية أن يتسبب جماله في أي أفكار غير لائقة لدى المشاهد. لا تملك الشخصيتان أي هالة؛ فقد أُسْتُغنِيَ عنها في الفن الهولندي المبكِّر لاهتمامهم بالواقعية، ومن ثم تبعهم الإيطاليون في ذلك. تظل وضعيَّة مريم غامضة؛ فليس واضحًا ما إذا كانت واقفة أو جاثية أو جالسة.

تستطيع زيارة أحد أهم المعارض الفنية في 2020 بـمتحف غنت للفنون الجميلة حتى 30 إبريل: معرض فان آيك ثورة بصرية. إن لم تستطع الذهاب فلا تقلق، سنكون هناك وسنعطيك بعض اللمحات في موقعنا مجلة دايلي آرت. في الوقت الراهن إقرأ 10 أشياء عليك أن تعرفها عن يان فان آيك!