منحدرات طباشيرية في روغن

يعدُّ كاسبر ديفيد فريدريك أهم ممثِّل للرومانسية الألمانية في بدايتها. وُلِدَ في قرية صغير بجوار بحر البلطيق. كان على دراية بالطبيعة القاسية في شمال ألمانيا وبجزيرة روغن القريبة بمتحدراتها الشهيرة. ودائمًا ما كان يعود لهذا المكان حتى بعد انتقاله لدرِسدِن عام 1798.

تسببت لوحته "صليب في الجبال" بجدلٍ كبير في درِسدِن عام 1808. لأنه قدَّم فيها منظر طبيعي بدلاً من أن يقدَّم لوحة دينية بأسلوب تقليدي، مما أثار جدلاً غير مسبوق في ألمانيا عن ماهيَّة العمل الفني وما الذي يجب عليه تصويره. فمن خلال تقديمه للإله عبر الطبيعة، تجاوز فريدريك الفصل القائم بين الأنواع التصويرية وأستحدث شعور الرومانسية تجاه الطبيعة.

ويمكن الاحساس بهذا في لوحة "منحدرات طباشيرية في روغن" التي رسمها في السنة التي تزوج فيها من كارولين بومر، وبفترة قصيرة بعد شهر العسل الذي قضاه مع شقيقه أيضًا. وفي هذه الحالة يمكن تحديد هوية الشخصيات الثلاث في اللوحة. وعددهم يتطابق مع عدد القوارب الثلاثة والتي عادة ما تُفَسَّر بأنها قوارب للحياة، وأما ثالثها فلا يمكن رؤيته إلا كنقطة صغيرة في الأفق. كما أن اللوحة نفسها مقسمة إلى ثلاثة أجزاء، المقدمة الخضراء التي تشغلها الشخصيات الثلاث والنباتات والتي قد ترمز للحياة. والمنطقة الوسطى تمثِّل الموت بمنحدراتها ناصعة البياض والخطِرة. وأما البحر الذي يمتزج مع السماء قد يدلُّ على المُطْلَق والإلهي.

تعدُّ هذا اللوحة واحدةً من أكثر لوحات فريدريك راديكاليَّةً في التركيب، بسبب انعدام العمق المكاني وضبطها المُنْبَسِط. كما أنها في الوقت نفسه تعدُّ من أضمن أكثر اللوحات المليئة بالألوان والبهجة لهذا الفنان الحزين.

نقدم لكم هذه اللوحة المذهلة بفضل متحف فينترتور في سويسرا.

نودُّ أن نستمر في احتفالنا بعيد ميلاد ديلي آرت الثامن مع هذه اللوحة الملهمة :) فلا تفوتوا خصائصنا المميزة في مجلة ديلي آرت على مواقع التواصل الاجتماعي (إنستغرام وتويتر وفيسبوك) -لدينا عرضٌ لكم- "ديلي آرت برو" سيكلفكم 2.99 دولار عوضًا عن 5.99 دولار. اضغطوا "الترقية لنسخة البرو" فحسب واستمتعوا بإمكانية الوصول للأرشيف والمفضلات والبحث وتخلصوا من الإعلانات إلى الأبد :)

ملاحظة: ستجدون هنا 6 من لوحات كاسبر ديفيد فريدريك الغريبة!