بستان عجيب

نبدأ اليوم شراكتنا الشهرية مع شريك جديد - المتحف الوطني في وارسو. انتقينا لكم مختارات مذهلة من اللوحات البولندية، نتمنى أن تستمتعوا بها :) وسنبدأ بواحدة من أكثر اللوحات المبهمة في تاريخ الفن البولندي :) أنظروا إلى هذا اليعسوب الضخم والفتى الذهبي!

هذا العمل يأسر المشاهد بمزجه المذهل بين الواقع والخيال البهيج. وفي سياق الرسم البولندي الذي يسيّطر عليه مصير الموطِن، فإن هذه اللوحة تحمل لكنة متفائلة ومضيئة وفريدة.

نشأ مفهوم هذا العمل الضخم خلال عطلة عائلية قضاها الفنان في الريف مع زوجته وابنهما. ففي بستانٍ مليء بأشجار التفاح القديمة تنبت منها فواكه مصبوغة بالذهبي، نشاهد غلام يقف على مرج مزهر ويمسك بأزهار الخطميَّة المتفتحة. ونرى إلى جانبه السيدة ميهوفر تقطف تفاحة وهي ترتدي فستان بلون الياقوت الأزرق (كان زوجها يصمم لها فساتينها). نرى في الخلفية المربيَّة برداء تقليدي تمد يدها نحو أكاليلٍ من الزهور التي تتدلى من الأشجار. لقد أُشير إلى ارتباط هذه العمل التصور المسيحي عن جنة عدن منذ وقت طويل - وهذا غير مستغرب على رسام تعدُّ مجموعة رسوماته على نوافذ كاتدرائية القديس نيكولاس في فريبورغ ضمن أعظم أعماله. أكثر جزء مميز في هذه اللوحة هو اليعسوب الضخم الذي صوِّر بشكل ينافي جميع المبادئ المنظوريَّة والمنطق المكاني. أجنحته تشبه قطع زجاج ملونة في إطارات حديدية سوداء. غالبًا ما يُفسَّر اليعسوب على أنه "فانيتاس - vanitas" أو إشارة إلى مراحل الحياة الثلاث - بالتماثل مع دورة حياة الحشرة. إلا أنه لا يوجد إثبات على هذه الفرضية بحسب ما أشار إليه الفنان الذي كتب أن اليعسوب يرمز للشمس. وهذا يعيدنا إلى هذه الأنشودة الريفية، التي تشير فيها الزهور الطويلة التي يمسك بها الطفل وتغمر جسده بالضوء إلى الفخر الأبوي والطموحات.

ملاحظة: تستطيعون معرفة المزيد عن اللوحة ورسامها من هنا 3>