بارناسوس

يحدث الكثير في هذه اللوحة!

نرى في لوحة عصر النهضة هذه آلهة الرومان مجتمعين معًا. نلحظ سريعًا أهم الآلهة، وهما فينوس ومارس. نراهما على قوس حجري أمام فِراش رمزي، وللغطاء النباتي في الخلفية العديد من الفاكهة في الجانب الأيمن (الجانب الذكوري) وفاكهة واحدة في الجانب الأيسر (الجانب الأنثوي)، وهو ما يرمز للخصوبة. وضعية فينوس مشتقة من النحت القديم. يصحبهما أنتيروس ‘Anteros‘ (الحب السماوي)، ويعارضه إيروس ‘Eros‘ الحب الشهواني. وهذا الأخير يحمل قوسًا ولديه أنبوب نفخ يصوبه على عضو فولكان زوج فينوس، الذي يظهر في ورشته في الكهف. وخلفه العنب، ربما للإشارة إلى سلوك هذا السكير.

التأويل التقليدي للعمل مبني على قصيدة من أواخر القرن الخامس عشر لباتيستا فييرا. إنها لوحة مجازية؛ طلبتها إيزابيلا ديستي للمكتب الشهير لقصر الدوقية في مانتوفا، نراها مصوَّرة بصورة فينوس وزوجها فرانشيسكو الثاني غونزاغا بصورة مارس.

تحت القوس يظهر أبولو يعزف قيثارة. وترقص تسع ملهمات في رمزية مجازية لتناغم الكون. يمكن للمسة حافر الحصان المجنَّح (بيغاسوس) أن تأتي بالربيع الذي يغذي شلالات جبل هيليكون -جبل في اليونان- الذي يمكن رؤيته في الخلفية. جرت العادة أن ترقص الملهمات في احدى غابات الجبل، ولهذا تعد تسميته بجبل بارناسوس خاطئة.

نرى ميركوري بالقرب من الحصان المجنَّح بقبعته المجنحة التقليدية وصولجانه المجنح الذي تلفه الثعابين وحذاء الرسول. وهو موجود لحماية الزانيان.

قد تتسائلون، كيف أن اللوحة في مجموعة متحف اللوفر الان؟ حسنًا، لقد مُنحت مع اللوحات الأخرى في المكتب إلى الكاردينال ريكيليو من قِبل دوق مانتوفا تشارلز الأول عام 1627، لتدخل ضمن المجموعات الملكية لملك فرنسا لويس الرابع عشر. أصبحت لاحقًا جزء من متحف اللوفر.

ملاحظة: لطالما كانت العلاقات الحميمية للآلهة القديمة فوضوية... اقرأوا هنا أقوى خمس نساء في الميثولوجيا الاغريقية وتجسيدهن في الفن!