شخصية أنثى

نقدّم اليوم أمرًا فريدًا. تمثال المرأة من الطين المحروق هذا صُنع عام... حوالي 3500 إلى 3400 قبل الميلاد! ولإعطائكم مقارنة لما كان يحدث في العالم حينها؛ فإننا نعلم بأن أوّل حديقة حيوان معروفة افتتحت في مدينة نخن (في صعيد مصر)، وكان الإنسان قد اكتشف القصدير، والمركبات ذات العجلات كانت معروفة خارج بلاد ما بين النهرين بعد انتشارها شمال القوقاز وأوروبا. ولهذا فقد كان ذلك قبل أمدٍ بعيدٍ جدًا! أمرٌ مذهلٌ أنَّ بمقدورنا النظر لأمثلةٍ من إبداع الإنسان بعد خمسة آلاف عام.

ولكن دعونا نعود للتمثال الصغير، الذي يُعرف أيضًا باسم السيدة العصفورة؛ لها رأسٌ صغيرٌ، ووجهٌ أشبه بالمنقار على عنقٍ طويلٍ يمتد حتى كتفاها. خصرها ينحني برشاقةٍ إلى ذراعيها المرفوعينِ ذاتي اليدينِ المدببتينِ والملفوفتينِ للداخل، إبهاماها مفصولين، ويفصل بين أصابعها تشققاتٍ حادة في كلا الجانبين ومن ثم تتدرّج في الطول بصورة طبيعية. الساقان دون قدمين وإنما وتديّةٌ في شكلها، ويوضِّح انفصالهما شق سطحي للغاية.

من المحتمل أن الوجه الشبيه بالعصفور يجسد الأنف البشري، مصدر نِسمة الحياة. وللتنورة البيضاء معناها أيضًا؛ على الأرجح أنها تشير للأشخاص المرموقين.

مستخدمو ديلي آرت الأعزاء، مساعدتكم ستكون كنسمةٍ للحياة. إننا نطور نسخة جديدة من ديلي آرت ونحن بحاجة ماسة لمساعدتكم.

ملاحظة: تعرّفوا على تماثيل صغيرة من فترة ما قبل التاريخ مماثلة في روعتها، بل أنها أقدم من السيدة العصفورة الجميلة هذه. 3>