القديسة كاسيلدا

كانت لوحات القديسين الذين يظهرون وحيدين ويحملون رموزهم وينظرون إلى خارج مساحة اللوحة، من بين أكثر التراكيب شعبيةً في إنتاجات فرانسيسكو دي زورباران، وقد تناول هذه الفكرة بأسلوب فريد. وحقيقة أنه يوجد دليل على أن الفنان أرسل عدة مجموعات من صور القديسات الشهيدات إلى جنوب أمريكا دليل على شعبيتها. ففي عام 1674 دُفع للفنان مقابل 34 قديسة عذراء لدير العذراء المتجسدة في مدينة الملوك (ليما) بالبيرو، بينما أرسل عام 1649 ست عشرة لوحة لبوينس آيريس.

اُعتبرت القديسة كاسيلدا في بعض المؤلفات بأنها القديسة إليزابيث المجرية، لأن الورود رمز لكلتيهما. إلا أن غياب التاج من على رأسها، والذي يوجد عادة في تصويرات إليزابيث، قد قاد جوناثان براون إلى تعريف هذه القديسة بأنها كاسيلدا، التي ترتدي هنا طوقًا من الذهب واللؤلؤ.

اُستشهدت كاسيلدا، وهي ابنة ملك عربي، عام 1087. كانت قد تركت الإسلام وتحولت للمسيحية، إذ كانت تأخذ الطعام إلى سجناء والدها المسيحيين. وبعد أن فاجأها والدها خلال واحدة من زياراتها الخطرة، حدثت معجزة وتحول الطعام المخبأ حول جسدها إلى ورود، الرمز التقليدي لهذه القديسة.

تظهر مترفةً في كلٍّ من مجوهراتها وردائها النفيس المطرّز بالمجوهرات، فالقديسة مصورة في ضوء قوي يؤكّد من مكانتها التاريخية ويُبرز ألوان ملابسها القوية أمام خلفية بسيطة ومتدرجة. أوْلى زورباران تركيزًا خاصًا لأنسجة ملابسها وللتطريز الذهبي وللمجوهرات. قادت الرموز الفردية لبعض هؤلاء القديسات الشهيدات إلى تشكيل مفهوم البورتريهات السماوية (retrato a lo divino)، التي يُصور فيها القديسات على صور نساء حقيقيات، ويحملن رموزًا مقدسة.

نقدم جوهرة اليوم من فن الباروكية الإسباني بفضل متحف تيسين-بورنيميسا.

مستخدمو ديلي آرت الأعزاء، إننا نطور نسخة جديدة وفاخرة من ديلي آرت، ولذلك نحن بحاجة لمئة ألف دولار. اعرفوا كيف بمقدوركم مساعدتنا (وما هي خططنا). :)

ملاحظة: هل كنتم تعلمون أن فرانسيسكو دي زورباران كان يدعى "كارافاجيو الإسباني"؟ اعرفوا المزيد عن هذا الفنان المذهل.