جسر بروكلين

كان جوزيف ستيلَّا رسامًا مستقبليًا أمريكيًا مولود في إيطاليا، ويشتهر بتصويراته لأمريكا الصناعية، لا سيما صوره لجسر بروكلين. لوحة (جسر بروكلين) لهذا اليوم هي أشهر شهادات جوزيف ستيلا وأكثرها تأثيرًا لقوة وعظمة المشهد الصناعي الحديث في أمريكا. بدأ افتتانه بالجسر عند رؤيته الأولى له بُعَيْد وصوله إلى أمريكا سنة 1896 من بلده الأم إيطاليا. وصفه بأنه الضريح الذي يحوي كل مساعي حضارة أمريكا الجديدة. لم ينقل مشاعره للوحة إلا بعد انتقاله لبروكلين والعيش فعليًا في ظل الجسر: "في ليالٍ عدة وقفتُ فيها على الجسر، وحيد في المنتصف، تائهٌ، طريد لا حول لي أمام الظلمة المحتشدة المحيطة؛ تسحقني المناعة السوداء الضخمة لناطحات السحاب، هنا وهناك أضواءٌ تشبه شلالاتٍ معلَّقةً من أجرامٍ سماويةٍ أو روائِعَ خياليةٍ لطقوسٍ بعيدة، يهزُّني الصَّخب الأرضيّ للقطاراتِ ذات الحركة الدائبة، كحركة الدَّم في الشرايين؛ أحيانًا، يَرِنُّ كمنبهٍ في عاصفة، صوتٌ كبريتيٌّ حاد من أسلاك العربات، ومن حينٍ لآخر أنينُ استغاثةٍ غريب صادر من القاطرات البحرية، يُحْزَرُ أكثر مِمَّا يُرَى، وعبر التجاويف الجهنمية في الأسفل، شَعَرْتُ بالتأثُّرِ الكبير، كما لو كُنْتُ على مشارف دينٍ جديدٍ أو في حضورِ لاهوتٍ جديد".

احترم ذلك اللاهوت؛ إنه مبرَّر تمامًا.

ملاحظة: إن كنت تحب الفن اللاهوتي، نرجو الاطلاع على ما لدينا لكم في متجر ديلي آرت؛ ستجدون ما سيثير اعجابكم بكل تأكيد! :)

ملاحظة: لفهم أكبر لجوزيف ستيلا، عليكم أولاً قراءة بيان للمستقبلية الشهير!