داود

في هذا اليوم من عام 1475، ولد أحد أعظم فناني عصر النهضة، وهو ميشال أنجلو بوناروتي. وكما تعلمون، خلال ما يقرب من خمس سنوات من  وجودنا لم نعرض قط واحد من أهم أعماله.. فلذلك حان الوقت ! :)

كان عمر ميشال أنجلو 26 سنة فقط عام 1501، لكنه كان أشهر الفنانين وأفضلهم أجرا في أيامه. وقبل التحدي بحماس ان ينحت "داود" على نطاق واسع وعمل باستمرار طوال أكثر من سنتين ليصنع احد أروع تحفه من الرخام الابيض اللامع.

داود طويل جدا — طوله 5،17 م (17،0 قدم). كان بطل الكتاب المقدس داود موضوعا مفضلا في فن فلورنسا. فهو يرمز إلى الدفاع عن الحريات المدنية التي تجسدت في جمهورية فلورنسا التي كانت دولة مدينة مهددة من كل الجوانب من قبل دول منافسة وذات أكثر قوة. لقد تم في الاصل تكليف التّمثال كواحد من سلسلة من تماثيل الانبياء التي سيتم وضعها على طول خط السّقف في الظّرف الشرقي من كاتدرائية فلورنسا. تم وضع التمثال بدلا من ذلك في ساحة عامة خارج قصر ديلا سينيوريا، مقر الحكومة المدنية في فلورنسا، حيث تم ازاحة النقاب عنه في 8 سبتمبر 1504.

يصور داود قبل معركته مع جالوت. وبدلا من ان يظهر منتصرا على عدو أكبر بكثير مما كان عليه، يبدو داود متوترا ومستعدا للقتال. لقد كانت طريقة فريدة لتقديم داود . وصف فازاري هذه المنحوتة بأنها "بالتأكيد معجزة مايكل أنجلو، أن يعيد شخص ميت الى الحياة،" ثم قام بإدراج اكبر وأقدم التماثيل التي رآها على الاطلاق، مستنتجا أن عمل مايكل أنجلو قد تخطى "كل التماثيل القديمة والحديثة، سواء كانت يونانية أو لاتينية، التي كانت موجودة على الإطلاق."

شيء مثير للاهتمام: يمكن لقطعة آنجلو ان تسبب... مرضا. متلازمة ستيندال والمعروفة ايضا بمتلازمة فلورنسا، وهي اضطراب نفسي جسدي يسبب سرعة دقات قلب ودوار وإغماء وارتباك وحتى هلوسات عند تعرض الفرد لتجربة ذات أهمية شخصية كبيرة خاصة عند عرضه للفن. وقد تم وصفها اولاً من قبل الكاتب سيندال الذي وصف تجربته مع هذه الظاهرة. اعتاد العاملون في مستشفى سانتا ماريا نوفا في فلورنسا على التعامل مع السياح الذين يعانون نوبات دوار وخيبات امل بعد اعجابهم بتمثال داود.

إن كنتم تقرأوا قصصنا ضعوا اعجاب وياريت تساعدونا و تتبرعوا. فكل دولار يهم! وفي هذا الرابط ستجدون المزيد من المعلومات عن فريق عمل ديلي آرت وعملنا. شكرا لكم :)