يصوّر لنا (مارتين جونسون هييد) في رؤيته الثاقبة لهذه الطبيعة الصامتة مجموعة من خمس زهرات مغنولية في مختلف مراحل الإزهار. يُبرز توهُّج الخلفية مع المُخمل الذهبي عدد من محاسن الزهرة: رقّة البتلات و نعومتها في لونها الأبيض الكريمي؛ خشونة الأغضان؛ و التتمّة الشمعيّة للاوراق التي بدأت إحداها تتآكل بفعل الفطريات.
وُلد (هييد) في ولاية بنسيلفانيا لعائلة ازدهرت في العمل الزراعي, و أمضى سنواته الأولى يتعلم الصيد و حب الطبيعة- كان هذا الحب هو ما جعله يرسم الطبيعة الصامتة و المناظر الطبيعية العامة فضلاً عن اتخاذه أساليب أخرى. كان كثير الأسفار حتى مقارنة بغيره من الفنانين المتجولين. عاش في أرجاء أوروبا و أمريكا, و سافر إلى أمريكا الجنوبية في ثلاث مناسبات.
انتقل (هييد) إلى ولاية فلوريدا حيث تتألّق الأزهار الاستوائية كالمغنولية, و استهوى ذلك جانبه الفنيّ و اهتمامه بالتاريخ الطبيعي. رسم المغنولية مراراً و تكراراً, و أبدع منها لوحات مركبّة أحدث فيها عدد من التعديلات الدقيقة في كل لوحة, هذه التعديلات كانت نتاج ميوله للمؤثرات الفنية الحديثة. و مع أن أعمال (هييد) لم تنل الكثير من المدح و الإعجاب خلال فترة حياته, قد أُعيد اكتشافها في الأربعينات و منذ ذلك الحين نما ليصبح أحد أهم أسياد الفن الحديث في أمريكا.
نتمنى لكم يوماً طيّباً!
ملاحظة: "دوّار الشمس" بريشة فينسنت فان جوخ هي أشهر زهرة في تاريخ الفن. هنا المزيد من دراسة حديثة!