امرأة في كيمونو صيفي

نستكمل شهرنا الخاص مع متحف توليدو للفن - استمتعوا ! :)

خلال فترة الإيدو (1615-1868) كانت صور النساء الجميلات، الأنشطة الترفيهية، و ممثلين الكابوكي (نوع من المسرح الياباني) - (عرفت تلك الصور ب يوكيو إي: صور من عالم طاف) هي أفضل أمثلة معروفة لما تم رسمه باستعمال القوالب الخشبية الملونة. وكانت الأعمال الفنية لهذا الإسلوب في  الرسم في أوائل القرن العشرين غالباً لا مثيل لها في براعة تنفيذها. أثبتت تلك الأعمال في هذه الفترة قدرة فنانين عدة على امتصاص التأثير الغربي، و على الحفاظ على تقاليد الطباعة اليابانية القديمة في نفس الوقت. في ذلك العمل (امرأة في ثوب صيفي) كمثال: عامل هاشي جوتشي جويو المشهد الحميم للمرأة في غرفة زينتها بدرجة كبيرة من الواقعية المستوحاة من الثقافة الغربية، و أيضاً بدرجة روحية نموذجية لما اعتيد عليه في جماليات لوحات اليوكيو إي.

في عمر الـ 35، كان جويو بالفعل فناناً معروفاً عندما أنتج أول طباعاته مع الناشر المعروف واتانابي شوز ابورو. بعدما فشل هذا العمل في إرضاء مستوى الجودة الذي نشده جويو، قرر جويو توظيف نحاتين و عاملين طباعة خاصين به، و أن يقوم بنشر أعماله بنفسه. أتاح له هذا أن يتحكم في جودة عمله و أن يرتقي بالمهارة التقنية إلي مستوي أعلي من أي عمل تم طباعته في اليابان في ذلك الوقت. نتيجة لذلك، عندما توفي في عمر 41 لم يكن أنتج غير 12 طباعة خلال ثلاث سنوات.

في هذا العمل رسم جويو حبيبته الموديل ناكاتاني تسورو - النادلة فى مطعم اوساكا ايتشيو- و هي جالسة على ركبتيها أمام مرآة، مغلقةً لثوبها الصيفي المنحدر، و محدقة في المشاهد. تبدو اللوحة جامعةً للماضي و الحاضر معاً، خاصةً أنها رسمت في وقت هددت فيه التغيرات السريعة لدور النساء في المجتمع الياباني الأعراف و المفاهيم التقليدية للأدوار و المظاهر في اليابان. تجمع المرأة هنا بين جمال فتّان و محير، مميزاً لإسلوب اليوكيو إي القديم، و في نفس الوقت تشعرك بحضور و إحساس بامتلاكها لذاتها فرضه العصر الحديث و تغير الزمن. 

ملحوظة: شاهد هنا قمر الخريف الجميل في طباعات خشبية يابانية 3>