بورتريه لسيدة كعذراء فيستالية

تدرَّبت الفنانة سويسرية المولد أنجليكا كوفمان مع والدها جوزف الذي تخصص في  اللوحات الجدارية. وهي رسامة موهوبة للغاية نضجت مبكرًا، إذ تعود أولى أعمالها المستقلة إلى سنوات مراهقتها. كوفمان عاشت وعملت في إيطاليا معظم حياتها وقد انتقلت إلى فلورنسة عام 1762. وفي إيطاليا تشرَّبت أفكار الكلاسيكية الحديثة التي أصبحت واسعة الانتشار في الدوائر الفنية. وخلال سنواتها الأولى في روما (حوالي 1763)، درست كوفمان النحت الكلاسيكي وأتقنت المسائل الفنية مثل المنظور.

وفي العام 1766، رحلت كوفمان إلى إنجلترا برفقة السيدة وينتوورث وزارت مرسم جوشوا رينولدز بعد أيام من وصولها. كان توقيت وصول كوفمان إلى إنجلترا مثاليًا، إذ صادف بداية ترسُّخِ مبادئ الأسلوب الجديد. بعدها بعامين، شاركت في تأسيس الأكاديمية الملكية حيث عرضت أعمالها. عملت كوفمان خلال مسيرتها كرسامة تاريخية وعملت في التصميم والزخرفة الداخلية، إلا أنها كانت أساسا محل التقدير بسبب بورتريهاتها.

يتبع هذه البورتريه نموذجًا شائعًا حينها حيث يُقدَّم الشخص المرسوم كما لو أنه يعيد إحياء لحظة من كلاسيكيات العصور القديمة. وفي لوحتنا هذه فاللحظة هي تقديم تضحية لمينيرفا، إلهة الحكمة وواحدة من الآلهة الرئيسية في مجمَّع الآلهة الرومانية، ونراها كتمثال منحوت في الخلفية إلى اليسار وهي ترتدي خوذة وتحمل درعًا. قاعدة الموقد البرونزي الجميل الذي تقدم عليه الشخصية تضحيتها مزيّنٌ بأفعى -رمز آخر لمينيرفا- ويلتفّ حوله مجموعة من الورود الحقيقية. أسطح الخلفية مرسومة بضربات فرشاة حرة وأصباغ خفيفة للغاية استخدمت لتصوير الجدران الداخلية والبستان على اليسار. والرسم أكثر إحكامًا في تصوير الشخصية، وتحديدًا على وجهها وشعرها.

- مار بوروبيا

نقدم لكم عمل اليوم بفضل متحف تيسين بورنيميزا الوطني في مدريد. 3>

ملاحظة: إن أردتم معرفة المزيد عن النساء الفنانات، نرجو تفقد دفتر الفنانات! : )

ملاحظة: كانت أنجليكا كوفمان بحق ملكة لفن الكلاسيكية الحديثة؛ إليكم المزيد عنها!