مزرعة في سورينام

يقام حاليًا معرض مهم للغاية في أمستردام بمتحف ريكز: «العبودية. عشرُ قصصٍ حقيقية». يركز المتحف في المعرض ولأول مرة على العبودية أثناء فترة الاستعمار الهولندية. تعد هذه الفترة التي امتدت لـ 250 عامًا جزء أساسي من تاريخ الأرضي المنخفضة (هولندا). لقد كان زمنًا حُطَّ فيه الناس ليصبحوا ممتلكات وأشياء وأغراض في البيانات الحسابية. يحكي المعرض عن عشر قصص لأشخاص معنيين بالعبودية بطريقة أو بأخرى.

المزرعة في سورينام التي نقدمها اليوم، ورثها في مرحلة ما الرجل المدعو يوناس فيتسن. كان يوناس عاشقًا كبيرًا للفن ولم يكن يخطط إطلاقًا لزيارة مزارعه. ولأنه كان على وفاق مع الرسام ديرك فالكِنبيرغ، فقد كلفه بالسفر إلى سورينام وتوثيق ملكيته، ليكتشف المزيد عن طبيعة وحالة ميراثه. كان مخططًا أن يذهب فالكِنبيرغ إلى سورينام لأربع سنوات ليتولى مسؤولية محاسبة المزارع وليرسم "المزارع الثلاث من الطبيعة، إلى الجانب الطيور والمحاصيل النادرة"، وأنه يجب أن "يوافق على ألا يبيع أي لوحة زيتية أو لوحة ألوان مائية أو رسوم أو أي فن آخر يرسمه خلال الوقت المنصوص عليه، أو أن يرسم لأي شخص آخر عدا السيد فيتسن". ولقاء السنتين الأولين سيكسب خمسمئة غيلدر هولندي للسنة، وبعد ذلك ستمئة غيلدر، مع امكانية تلقيه علاوة بنهاية مدة العقد. وسيُعطى غرفة جيدة وبمقدوره تناول الطعام على طاولة المدير. وكذلك "صبيّ مكلَّف بخدمته، وألا يتعامل معه كعبد وإنما كطفل وبدون قسوة".

لقد كانت حياة العبيد في المزرعة شديدة التقييد؛ فكل شيء قائم على العمل في المزرعة، ويندر أن يجدوا وقتًا أو متسعًا لأنفسهم. كان العبيد عادة ما ينالون إذنًا بالاحتفال مرة في السنة، وغالبًا ما يكون ذلك بعد الحصاد. يجتمعون معًا لعزف الموسيقى وللرقص ولممارسة طقوسهم الدينية. وثَّق فالكنبيرغ احدى لحظات التجمَّع والاسترخاء النادرة في واحدة من اللوحات التي رسمها لصالح فيتسن. إنه تصويرٌ فريد للعبيد، مع صور تعرض تشكيلة من التعابير والمشاعر.

لم يكن أمامهم إلا نهايات الأسبوع للتواصل مع عائلاتهم ولحرث محاصيلهم التي يعتاشون عليها. إلا أن فيتسن نصَّ في رسالته أنه حتى إجازة يوم السبت، المذكورة في وصية متبرعه، يجب إلغائها. فقد شعر المالك أن إجازة يوم الأحد المعتاد توفر فرصة أكثر من اللازم للعبيد للعمل في حقولهم الصغيرة ولزيارة أصدقائهم وعائلاتهم في المزارع القريبة.

نشارككم قصة اليوم بفضل متحف ريكز.

ملاحظة: «العبودية. عشر قصص حقيقية»، معرضٌ يجب مشاهدته في الفصل المقبل. إليكم خمس مدنٍ لزيارتها هذا الصيف لأفضل المعارض الفنية.