الوصيفات

إنّه الوقت الأنسب للوحة كلاسيكية: الوصيفات، إذا ترجمنا اسم اللوحة من الإسبانية إلى الإنجليزية يكون "السيدات في الانتظار". تُعدّ هذه اللوحة من الأعمال المشهورة والـ "الأسطورية"، وأصبحت من أكثر اللوحات مناقشة وتحليلًا، ولهذا عدة أسباب منها: تركيب اللوحة المعقد والغامض الذي يخلق تساؤلات عن الوهم والواقع وعلاقتنا كمشاهدين بالشخصيات المصورة في اللوحة.

قبل أي شيء، أُفَضِّل بأن تقوموا بتكبير اللوحة لكي نتأمل تفاصيلها معًا، أول ما يمكن ملاحظته أنّها تبدو كلقطة، أقصد كصورة فوتوغرافيّة!. معظم الأشخاص فيها من القصر الإسباني، بعضهم ناظريه خارج اللوحة نحو المشاهدين، والبعض الآخر يتفاعلون فيها بينهم، نرى في المنتصف ابنة الملك الإسباني مارجريت تيريزا (والتي نعرفها من لوحات عِدّة) تقف وحولها وصيفاتها ومرافقتها وقزمان وحارسها وكلب حراسة، يسارًا إلى الخلف قليلًا نرى فيلازكيز وقد رسم نفسه في خضم رسم لوحة كبيرة، يبدو أن ناظريه متجهان خارجًا إلى حيث يقف من يتأمل اللوحة، على الحائط الخلفي توجد مرآة ويظهر عليها انعكاس للملك والملكة، ويبدوان وكأنهما ينظران إلى داخل الغرفة، خمّن بعض العلماء بأنّه قد يكون انعكاس للوحة التي يعمل عليها فيلازكيز.

إنَّه فنان لا ينسى بسبب مهاراته المتميزة، وأيضًا لما أنجزه في مجال الرسم، إنه لشيء رائع تركيب اللوحة وترابطها، ولكن الأروع منهما هو أسلوب رسم فيلازكيز المنساب كما الشعر.