في المقصورة

كانت ماري ستيفنسن كاسات رسامة أمريكية شعرت أن تعليمها الفني في الولايات المتحدة ليس كافيًا، فسافرت إلى أوروبا عقب الحرب الأهلية، ودرست في إيطاليا وفرنسا، وبحلول عام 1873 جعلت من باريس مستقرًا لها، شعرت هناك بروح الابتكار والتقت بالانطباعيين الثوريين في وقت قصير، وافقت على احتقارهم للمعارض التشكيلية وسرعان ما تبنَّت أساليبهم التجريبية وتفضيلهم لصور الحياة المعاصرة، دعاها إدغار ديغا عام 1877 كي تعرض أعمالها للمجموعة، وهكذا أصبحت كاسات واحدة بين ثلاث نسوة فحسب -والأمريكية الوحيدة- اللاتي التحقن بالانطباعيين الفرنسيين.

لوحة (في المقصورة) هي أولى لوحات كاسات الانطباعية التي عُرضت في الولايات المتحدة، وحين عُرضت في بوسطن عام 1878، وصفها النقَّاد باللافتة، مضيفين أن رسم كاسات "فاق قدرة كل الرجال". تصوِّر اللوحة سيدة أنيقة مرتدية الملابس من أجل مسرحيةِ ما بعد الظهيرة في المسرح الوطني الفرنسي، أحد مسارح باريس، كانت وسائل الترفيه مثل المسرح ودار الأوبرا وحلبات السباق شائعة للغاية بين سكان باريس الذين تمتعوا بالملهيات لا للعرض فحسب، وإنما كذلك لفرصة أن يروا -أو يراهم- أقرانهم، وبالطبع بدواعي القيل والقال، تستكشف لوحة كاسات عملية النظر ذاتها، مفكِّكة الحدود التقليدية بين المُراقِب والمُراقَب، الجمهور والممثل.

إنه يومنا الأخير في شهر تاريخ المرأة، نأمل أنكم استمعتم بمختاراتنا للفنانات وأعمالهن الفنية! :)

ملاحظة: اعرفوا المزيد عن الفنانة في مقالنا - ماري كاسات: قصة فنانة الانطباعية الأمريكية.

ملاحظة إضافية: هل رأيتم مجموعتنا من المنتجات المتعلقة بالفنانات؟