لوحة اليوم هي ثمرة خيال الفنان الليتواني كونستانتيناس تشيورليونس, أحد أبرز رموز الفن الرمزي. تُعد هذه اللوحة الجزء الثاني من سلسلة "خلق العالم", التي تضم ثلاث عشرة لوحة, واستلهمها تشيورليونس من دراسته للثيوصوفيا (الحكمة الإلهية), والأساطير, والأديان, إضافةً إلى إهتمامه العميق بأحدث الإكتشافات والاختراعات العلمية في زمانه, ليُقدم من خلالها رؤيته الخاصة للكون.
تنتمي هذه اللوحة للجزء الكوني من السلسلة, والذي يتناول تشكل الكواكب. يهيمن عليها اللون الأزرق, في مشهد يجسد ولادة كوكب وقمره من ظلمة الفضاء وفراغه. ورغم أن تشيورليونس اعتمد بشكل رئيسي على مخيلته, فإن شغفه بالعلم وجهه نحو درجة من الدقة العلمية؛ فقد استلهم أفكاره من كتابات اليفلسوف الألماني إيمانويل كانط, الذي افترض أن النجوم تتشكل من الغازات - وهي نظرية تؤكدها الأبحاث العلمية الحديثة. ومن المدهش أننا إذا نظرنا اليوم إلى صور تلسكوبَّي هابل أو جيمس ويب, نرى درجات اللون الأزرق نفسها التي استخدمها تشيورليونس لتصوير بدايات التكوين النجمي.
كان الفنان يطمح إلى تكريس حياته لهذا المشروع, ويخطط لإنجاز مئة لوحة تتمحور حول خلق العالم, لكنه تمكن في النهاية من إتمام ثلاث عشرة لوحة فقط. وفي عام 2025, نحتفي بمرور 150 عامًا على ميلاد ميكالويس كونستانتيناس تشيورليونس. وبهذه المناسبة, يدعوكم المتحف الوطني لتشيورليونس للفنون إلى معرض احتفالي بعنوان "من الكهرمان إلى النجوم", حيث تُعرض أعماله جنبًا إلى جنب مع أعمال فنانين معاصرين ذوي رؤية إبداعية يشاركونه الحس الإبداعي ذاته, ضمن معرض "تشيورليونس: بين الماضي والحاضر", الذي يقام من 21 مارس حتى 12 أكتوبر.
ملاحظة: إن كنت مهتمًا بمشاهدة المزيد من لوحات هذا الفنان المبدع, فإليك: تشيورليونس في 10 أعمال فنية!