ظهرت ميشا لأول مرة في عمل لفويار عام 1893م. كانت أول امرأة تشارك الفنان حياته الخاصة. كان فويار يعتز سرًا بشغفه تجاه هذه الأرستقراطية البولندية الشابة التي أصبحت إلهامٌ لعدة فنانين. ولأنه كان محترمًا وكتومًا، لم يعلن فويار بحبه لميشا ولكن حضورها أثَّر بشدة على أعماله. أصبحت لوحاته حسيَّة وصادقة، حيث كانت مستلهمة من رقة ميشا. وبفضل هذه المرأة الشابة، تمكن فويار من تجربة صدمة فنية أصيلة.
هذا المشهد يقع في فيلا شمالي "كان" تملكها ميشا وزوجها ثادي ناتانسن (الذي أسس مجلة "لا ريف بلانش" رفقة شقيقه). لقد كانت فترة تغيير في حياة ميشا، لأنها كانت في منتصف انفصالها عن زوجها. نادرًا ما كانت ميشا تُصوَّر لوحدها، لكن التركيز هنا كله على المرأة الجالسة برأسها المائل، والتي تبدو غارقة في التفكير. يضيء اللون الأبيض في فستانها ويجعلها تبدو كأنها مصدر إلهام. نرى وجهها بنعومة ضبابية. توحي هذه اللوحة البسيطة بالسحر الذي أيقظته ميشا في فويار.
يجعل فويار من هذه اللحظة لحظة خمول تتخللها حسيَّة عميقة. يتخلى الفنان عن التصميمات الداخلية المحصورة التي كانت تميز فترة فناني مجموعة "لي نابي". يعتمد على ملاحظة مباشرة لشخصيته، تاركًا المجال لضوء البحر الأبيض المتوسط أن يغزوه وأن يشكِّل المكان. تطل النافذة التي في الأعلى على اللون الأزرق للبحر.