بورتريه تايتوس

أتعرفون أن هذه سنة رامبرانت؟ في هذه المناسبة سنقدم عدداً من لوحات رامبرانت من متاحف متنوعة. لوحة اليوم منمتحف بالتيمور للفن ويمكن رؤيتها فيبيت رامبرانت في أمستردام لمعرض حلقة رامبرانت الاجتماعية. أليس ذلك مذهلاً؟

رسم رامبرانت ابنه تايتوس عندما كان في حوالي التاسعة عشرة. لكن هذه اللوحة أبعد ما تكون عن البورتريه الرسمي. تايتوس المبتسم يجلس بوضعية عفوية على كرسي، مرفقه على المسند وذقنه مستند على يده. يمكننا تمييزه بشعره المتموج الأحمر، وعينيه الواسعتين الثاقبتين، وحاجبيه الأسودين المقوسين. أنفه بارز بذروة مدورة، وشفتاه مليئتان تنخمصان في زاويتيهما. الضغط المطبق من اليد قد أزاح الفم قليلاً من موضعه، وهو التأثير الذي لاحظه رامبرانت وسعى لنقله بحرص، مما زاد من طبيعة اللوحة التلقائية. يبدو أسلوب رسم رامبرانت كذلك حرّاً ومرناً أكثر من العادة هنا. فقد خلق الظلّ  على جبهة تايتوس على سبيل المثال بكل بساطة بالإبقاء على الخلفية البنية-المصفرة ، ورسم البقع المضيئة من الوجه بضربات فرشاة عريضة. في منتصف العمل على اللوحة، أنزل رامبرانت موضع الإبهام بشكل طفيف؛ وقد أصبح ذلك مرئياً حيث أصبح الطلاء متآكلاً. وأخيراً، اكتشف أن العمل قد رسم فوق قطعة زائدة من لوحة أكبر بكثير، بقايا كانت قابعة في الاستوديو. كل ما في اللوحة يوحي بأنها رسمت بتعجل وبمحض الصدفة.

لربما سار الأمر على هذا النحو: مرّ تايتوس على مرسم والده لتجاذب أطراف الحديث وارتمى على كرسي. فقرر رامبرانت رسم لوحة لابنه، دراسة سريعة انتهت في لحظة. كان هدفه استعراض قدرته المذهلة على نقل المشاعر عبر الوضعية وتعابير الوجه، وهي أحد الشروط التي لا غنىً عنها لأي رسام تاريخي جيد. كانت مجرد تمرين، لكنه وقعها على أي حال، ليتمكن من بيعها. والنتيجة أكثر من عمل بالغ الأصالة ( إذ لم يكن يُرى قطّ امرؤٌ مبتسمٌ بهذه الأريحية وذقنه مرتكز على يده) . إنها وثيقة مصورة للعلاقة بين أب وابنه. تايتوس كان مسترخياً بحضور والده. يبدو أن الأب والابن كانا منسجمين للغاية ومرتاحين مع بعضهما البعض.

هنا ثمانية أسباب أخرى لزيارة بيت رامبرانت في أمستردام عدا عن معرض حلقة رامبرانت الاجتماعية 

الفنان: رامبرانت فان رين