كارونيا (الجيفة)

تخيل صياغة ثريا متقنة من الزجاج المنفوخ بعناية جمة...ثم إسقاطها عمدا على الأرض. فنان الزجاج الإسباني خافيير بيريز فعل ذلك بقطعته الاستفزازية و المثيرة للقلق بعنوان كارونيا (الجيفة). الثريا المكسورة، ذات اللون الأحمر الدموي تمثل الذبيحة التي تطفو غربان محنطة عليها جائعة، شظايا الزجاج تتدلى من مناقيرها ، على استعداد لالتهامها. الكثير من كسرات الزجاج القرمزية و الصفراء، كدلالة على الدم و البلازما المتناثرين، يأخذنا بعيدا عن نقطة التأثير. إنه مقلق و درامي تمامًا.

 الأحمر و تداعياته الرمزية فتنت الفنان البرشلوني و تجلى ذلك في إنشائه لموضوعات متعارضة من  الجمال والاشمئزاز، الروحانية والبدنية، و الخلق و الدمار (و ما يرتبط بها من عنصر التحول). بالإضافة إلى العمل مع الزجاج ، والراتنجات ، والبرونز ، واللاتكس ، والخزف ، قام بيريز بدمج مواد غير مألوفة مثل شعر الخيل والأمعاء وشرانق دودة القز في منشآته التي تستكشف عدم الثبات وحياة الطبيعة الدورية. هنا، استخدم صورًا مثل صور إدجار آلان بو التي ترمز إلى تدهور صناعة الزجاج بالبندقية الشهيرة التي تعود إلى قرون. انتقلت هذه الصناعة من البندقية إلى جزيرة مورانو القريبة في عام 1291 ، وحققت عصرها الذهبي في القرن السادس عشر. أدى تطور الكريستال الإنجليزي والبوهيمي في القرن التالي إلى انخفاض ، وكان إغلاق نابليون لمصانع الزجاج في عام 1807 زوالًا قريبًا لصانعي الزجاج الموقرين. على الرغم من انتعاشها بعد عدة عقود ، إلا أن صناعة مورانو للزجاج عادت للتراجع مرة أخرى بسبب تقلص الطلب والمنافسة من المقلدين.

صمم بيريز هذه القطعة الرائعة في مورانو في عام 2011.

-مارتينا كيوجان

ملحوظة: لقد شق الزجاج طريقه للفن المعاصر. شاهد الأمثلة المذهلة من هنا!