اختطاف النساء السابينيات

نعرض اليوم تحفة تُصور قصة أسطورية من تاريخ الرومان، رُسمت في أكثر فترة تغص بالأساطير في تاريخ الفن الغربي، لرسّام أسطوري.

تقول الأسطورة: في الأيام الأولى لقيام الإمبراطورية الرومانية، قاد رومولوس( مؤسس المدينة) المحاربون فقاموا بأسر النساء واختطافهن، واتخذ كلٌّ منهم إحداهن زوجةً.

نرى في اللوحة هيرسيليا زوجة رومولس، وابنة تيتوس تاتيوس(قائد السابيين، أحد الشعوب الإيطالية، الذين قطنوا جبال الأبينين الوسطى) تتدافع بين زوجها وأبيها وتضع أطفالها بينهما. يتجهز رومولس القوي لطعن تاتيوس المتقهقر قليلاً برمحه، ولكنه متردد.

استنادا إلى الأسطورة،عندما هاجم تاتيوس روما، كاد ينجح بسبب خيانة الراهبة "تاربيا" التي فتحت البوابات طمعاً بما لديهم. ظنّت بأنها ستحصل على أساور الذهب. ولكن عوضاً عن ذلك، سُحِقت حتّى الموت وألقاها السابيين من على صخرة سُميت لاحقاً بإسمها. 

بدأ جاك لويس ديفيد التخطيط للعمل في أثناء سجنه في قصر لوكسمبورغ عام 1795. كانت فرنسا في حالة حرب مع دول أوروبية أخرى بعد فترة من الصراع الأهلي الذي بلغ الذورة في عهد الإرهاب للثورة الفرنسية، وتم خلالها سجن ديفيد كمؤيد لروبسبيير. شرع في العمل على اللوحة سنة 1796، بعد زيارة زوجته المنفصلة في السجن. قرر إخبار هذه القصة إكراماً لها، بحيث يغلب الحب على الصراع وحماية الأبناء. كما نُظر للوحة على أنها نداء للناس من أجل لم شملهم بعد إراقة دماء. استغرق عمله ما يقرب الأربع سنوات.

ملاحظة: كما ذكرنا، كان جاك لويس ديفيد أحد أهم الفنانين في تاريخ الفن الغربي. عرضنا أحد أعماله في مجموعتنا 50 بطاقة بريدية من الروائع الفنية، ستحبونها. :)

ملاحظة أخرى: أتعلمون بأنّ هذه اللوحة ظهرت إحدى أغاني بيونسيه؟ يمكنكم الاطلاع على روائع متحف اللوفر التي ظهرت في الفيديو الأسطوري!